خلال الفترة بين يونيو/حزيران وأكتوبر/تشرين الأول 2017، شنت قوات التحالف التي تقودها الولايات المتحدة، وتضم المملكة المتحدة وفرنسا وغيرها، الآلاف من الضربات الجوية والمدفعية دعماً لقوات سوريا الديمقراطية، وهي ميليشيات محلية ذات قيادة كردية تخوض قتالاً برياً مع قوات تنظيم "الدولة الإسلامية".
وحتى ذلك الحين، ظلت الرقة خاضعة لحكم تنظيم الدولة الإسلامية لما يقرب من أربع سنوات، حيث ارتكب مقاتلو التنظيم جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية، وقاموا بتعذيب أو قتل كل من يجرؤ على مخالفتهم.
ويزعم التحالف بقيادة الولايات المتحدة أنه اتخذ كافة الإجراءات الضرورية لحماية المدنيين والحفاظ على أرواحهم أثناء قتاله مع تنظيم الدولة الإسلامية.
غير أن هذا الزعم أبعد ما يكون عن الواقع؛ فقد قامت منظمة العفو الدولية بتحقيقات مستفيضة على أرض الواقع في الرقة، وشاركت منظمة "أيروورز" Airwars في عمليات المراقبة والتحليل عن بعد للوقوف على آثار الحملة العسكرية على المدنيين؛ وفي هذه المنصة، نستكشف الأدلة والقصص التي روتها عائلات كثيرة ممن كابدوا ويلات الحرب الدائرة في الرقة ولقوا حتفهم أثناءها.
شنت قوات التحالف هجمات من شأنها أن تلحق أضراراً بالغة بالمدنيين، ولم تميز في هذه الهجمات بين الأهداف العسكرية والمدنيين.
مثل هذا السلوك ينتهك مبدأي التمييز والتناسب اللذين يُعدَّان من المتطلبات الأساسية للقانون الدولي الإنساني؛ أي أن الهجمات العشوائية أو غير المتناسبة هي جرائم حرب.
ينطوي القتال في المناطق الحضرية على بعض التحديات، وقد تفاقمت هذه في الرقة بسبب لجوء مقاتلي تنظيم "الدولة الإسلامية" لاستخدام الدروع البشرية، ولكن قوات التحالف كانت على بينة تامة من تلك الأساليب قبل بدء المعارك بفترة طويلة.
لم تأخذ قوات التحالف بعين الاعتبار أثناء هجومها تواجد المدنيين في كل حي من أحياء المدينة؛ ولو أنها قامت بالقدر الكافي من عمليات الرصد والاستطلاع قبل شن هجماتها، لكان بالإمكان تجنب إزهاق أرواح الكثير من المدنيين.
وتحث منظمة العفو الدولية ومنظمة " أيروورز Airwars “قوات التحالف على القيام بما يلي: